بسم الله الرحمن الرحيم - اللهم صل وسلم على النبي وعلى آله وصحبه وأزواجه أكاديميون ومشايخ لـ «الرياض»: تعليق العمرة والصلاة في الحرمين منطلقه شرعي - صحيفة صقور السعودية

أكاديميون ومشايخ لـ «الرياض»: تعليق العمرة والصلاة في الحرمين منطلقه شرعي

Adsense

تمضي المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز –حفظهما الله– قدماً في خدمة وحماية الإنسان مواطنا كان أم مقيماً أم زائراً للحج أو العمرة، ولا تتردد في الإنفاق بسخاء لأجل حماية النفس البشرية التي صانها الباري سبحانه وتعالى، وهي في ذلك تأخذ مشربها الوحيد الذي تستند عليه في كل حركاتها وسكناتها وهو مشرب الشريعة الإسلامية الغراء، ولعل مجابهة جائحة كورونا المستجد شاهدٌ حي على ذلك.

عدد من الأكاديميين والمشايخ عبروا عن رأيهم في حديث مع (الرياض) حول إشادة وزراء خارجية التعاون الإسلامي حيال الإجراءات الوقائية التي اتخذتها المملكة بشأن تعليق العمرة والصلاة في الحرمين الشريفين، والتي رأت في ذلك أنه نابع من النظرة الرشيدة للقيادة الحكيمة.

قرارات منسجمة مع الشريعة

الدكتور ظافر عبدالله الشهري، عميد كلية الآداب بجامعة الملك فيصل، رئيس نادي الأحساء الأدبي، أكد أن المملكة العربية السعودية دولة قام ويقوم دستورها على الكتاب والسنة ومن مصادر التشريع الإسلامي استمد نظام الحكم في المملكة مواده، وحيث إن الإسلام جاء بحفظ الضرورات الخمس التي هي الدين والنفس والعقل والعرض والمال. ليعيش المسلم في هذه الدنيا آمنا مطمئنا، فإن حفظ النفس الإنسانية من الهلاك ضرورة شرعية، قال تعالى في محكم التنزيل: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}. هنا جاء قرار المملكة بتعليق العمرة للمعتمرين من الداخل والخارج حفاظا على أرواح الناس وصحتهم، وقد أثبتت الأيام أن هذا القرار جاء منسجماً مع المعطيات الشرعية؛ إذ إن وباء كورونا الذي اجتاح العالم بسرعة هائلة وفتك حتى الآن بما يصل إلى مائتي ألف إنسان فضلا عن المصابين بهذا الوباء الذين تجاوز عددهم المليوني نسمة ينتشر بأسرع ما يمكن، وتكثر الإصابة به من خلال التجمعات البشرية، فكيف لو استمر تدفق المعتمرين الذين يفدون لمكة والمدينة بمئات الآلاف، وهنا جاء قرار المملكة الحكيم بإيقاف العمرة لحفظ أنفس المسلمين من موت محقق، كما أن تعليق الصلاة في المساجد وإقامتها في البيوت وتقنين أعداد المصلين والاكتفاء بالتراويح في شهر رمضان في الحرمين الشريفين بخمس تسليمات هو ضرورة شرعية تصب في سياق الاحترازات الوقائية من هذا الوباء الخطير.

قيادتنا وصون النفوس

الدكتور عبدالإله بن محمد الملا رئيس قسم الشريعة بجامعة الملك فيصل شدد على أن من نعم الله علينا في هذه البلاد هو وجود هذه القيادة التي تتلمس احتياجات المواطنين والمقيمين، ومنها الأمور الصحية واتخاذها الإجراءات الاحترازية ومنها منع التجمعات لمواجهة انتشار هذه الجائحة، وشدد على أن هذه الإجراءات لها مقاصد عظيمة مستمدة من شريعتنا الغراء التي جعلت من حفظ النفس البشرية من أهم المقاصد؛ حيث أمرت بالحفاظ عليها وحرمت الإضرار بها، وجعلت من واجب الحاكم تحقيق مصالح العباد والبلاد ودرء المفاسد عنهم، وهذا ولله الحمد ما تسير عليه حكومة هذه البلاد المباركة. ولا شك أن قرار إيقاف الجمع والجماعات بني على التقارير الطبية من وزارة الصحة المتعلقة بالجائحة، التي أكدت خطورة انتقال عدواها بين الناس ووسط التجمعات بما يهدد الأرواح، وما تقوم به وزارة الصحة في مكافحة الفيروس ورصد المصابين به جهوداً كبيرة تشكر عليها، فللعاملين فيها من كوارد صحية نوجه لهم رسالة حب وتقدير لأعمالهم العظيمة، واستندت هيئة كبار العلماء في رأيها لإيقاف صلاة الجماعة على مجموعة أدلة شرعية مستنبطة من الكتاب والسنة، وكلها توجب حفظ النفس وتحرم التعدي عليها.

مبادئ إسلامية

الشيخ الدكتور أحمد البوعلي إمام وخطيب جامع آل ثاني بالهفوف قال: لا شك أن القيادة الرشيدة انطلقت في قراراتها لمواجهة جائحة كورونا من مبادئ الإسلام عبر بعض قواعد الشريعة الغراء أنه: "لا ضرر ولا ضرار"، كما أن قرار إيقاف صلاة الجمعة والجماعة بني على كلام العلماء بالتنسيق مع أهل الرأي والخبرة في وزارة الصحة، وكذلك بني على المصلحة العامة وإزالة الضرر، وجنّب آثاراً ليست هينة، وتابع: هذه الفتاوى وتلك القرارات لم تأت إلا من خلال دراسات محلية وعالمية معمقة من أهل الاختصاص، بينت الكثير من المخاطر المتعلقة بصلاة الجمعة والجماعات، ‏كما أن تعليق العمرة وتخفيف المترددين إلى بيت الله الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم استندا إلى قرار هيئة كبار العلماء وكان هذا القرار صائباً، وهناك أدلة عديدة ومنها أدلة على وجوب حفظ النفس، من ذلك قول الله عز وجل: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة)، وقوله سبحانه: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا). وكقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يُورِد ممرض على مصح)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها)؛ لذا فإنه يسوغ شرعاً إيقاف صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في المساجد والاكتفاء برفع الأذان.

أدلة شرعية

الشيخ سعد التركي إمام وخطيب جامع منيرة السعدون بمدينة المبرز قال: "حينما نأتي لهذه الإجراءات الوقائية التي يشهد لها القاصي والداني من داخل المملكة وخارجها بهذه الإجراءات الاستباقية بإيقاف العمرة والصلاة في الحرمين الشريفين، كل هذا يؤكد بعد نظر القيادة الرشيدة، ويعكس حرصها على أرواح المسلمين، وأنها تضع دائماً صحة وسلامة المواطن والمقيم أولوية أولى، وهذه التدابير التي اتخذتها في صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك وتقليل التسليمات تأتي من منظور إسلامي وتطبيق التعاليم الإسلامية من الضرورات القصوى التي تقدم حماية الحياة ووقاية الأنفس على ما عادها من الأمور، كما أن هذه القرارات قامت على أدلة شرعية واضحة لمن يتدير القرآن الكريم، ويقرأ أحاديث السنة وتوجيهات هيئة كبار العلماء، وهو ما عهدناه من القيادة الرشيدة، وهو تحكيم الشرع المقدس، وأود أن ألفت النظر إلى أن كل تلك الخطوات المهمة خفضت إلى حد كبير من النتائج السلبية والإصابات التي يمكن أن تترتب على انتشار العدوى بجائحة كورونا بين تجمعات المصلين والمعتمرين لا قدر الله، ولكن ولله الحمد، حفاظاً على أرواح المسلمين نرى هذه النتائج الجميلة، ومن الأمور المهمة التي اتبعت مؤخراً المسح النشط الذي بدأت فيه وزارة الصحة مشكورة، التي أسهمت في الكشف عن الكثير من الحالات.

د.ظافر الشهري
د. عبدالإله الملا
د. أحمد البوعلي
سعد التركي


source >http://www.alriyadh.com/1817632

ليست هناك تعليقات