دعم رواتب القطاع الخاص حل استباقي لتفادي بطالة دائمة

التوجيه الملكي يستهدف تقليل الأعباء المالية على المنشأة وتقليص وإيقاف الأنشطة الاقتصادية وانكماش الإيرادات

شكلت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الخاصة بتحمل جزء من رواتب السعوديين في القطاع الخاص دعماً كبيراً يسهم في تخفيف الآثار الاقتصادية التي تقع على عاتق منشآت القطاع الخاص، واهتمت المبادرة بالمواطن السعودي مقدمة له جسر أمان للأشهر المقبلة - سواء كان صاحب عمل أو أحد العاملين في المنشأة – من خلال الدعم المقدم الذي يغطي 100% من السعوديين العاملين في منشآت القطاعات المتضررة التي لديها خمسة عمال أو أقل، ويغطي 70% من السعوديين العاملين في المنشآت التي تتجاوز هذا العدد، وذلك خلال الأشهر الثلاثة، قابلة للتمديد، المتزامنة مع ما تقوم به الدولة من جهود جبارة ستُمكن المجتمع السعودي من تجاوز الأزمة بأقل الأضرار بإذن الله، «الرياض» حاورت سليمان القويز محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، الذي تحدث عن موقع مبادرة «ساند» في صف المبادرات الحالية التي تستهدف المواطن في ظل أزمة كورونا، وقال إن العمل في المملكة في ظل القيادة الرشيدة عمل تكاملي بين القطاعات المختلفة، ومبادرة «ساند» مبادرة مكملة للمبادرات التي قامت بها وزارات وأجهزة حكومية أخرى تعمل بأقصى طاقاتها لأجل خدمة الوطن والمواطن، مواجهة تحديات المرحلة بصبر وعزيمة وتوكل على الله، وأوضح القويز الفرق بين تعويض «ساند» المخصص للتعطل عن العمل، وبين التعويض الحالي المخصص لدعم العاملين السعوديين في المنشآت المتأثرة من تداعيات مكافحة فيروس كورونا، وقال إن برنامج التأمين ضد التعطل عن العمل «ساند» يقوم على رعاية العامل السعودي وأسرته خلال فترة تعطله عن عمله لظروف خارجة عن إرادته وفق شروط وضوابط خاصة بالبرنامج، ومدة التعويض تمتد إلى 12 شهراً متصلة أو متقطعة، بحيث يعمل على سد الفجوة الانتقالية بين وظيفتين، إلا أن الدعم المخصص للمنشآت المتأثرة من تداعيات مكافحة فيروس كورونا مؤقت، وغير متكرر لمعالجة صدمة محددة مفاجئة ينتهي بانتهائها، ويصرف من خلال صندوق ساند الذي يمول المبادرة ويعمل على دعم الموظف ثلاثة أشهر خلال الأزمة الحالية مع اشتراطات وضوابط خاصة به، وأكد محافظ التأمينات الاجتماعية أن الدعم الحالي يعد تدخلاً استباقياً لتفادي أن تسبب أزمة مؤقتة لبطالة دائمة، والبرنامج الأساسي يتمحور حول الهدف نفسه بأن يسند المشترك ماليا لإدارة شؤونه وتأمين التزاماته، بما يسمح بالتفرغ شبه الكامل للبحث عن عمل آخر ينقله لوضع أفضل.

وحول دور المنشأة في عملية طلب الدعم، وآلية إيصال الدعم للموظف، أفاد القويز بأنه وبعد تقدم المنشأة بطلب الدعم من خلال حسابها في البوابة الإلكترونية للتأمينات الاجتماعية، وعند قبول الطلب يأتي دور المشترك لاستكمال الإجراءات إلكترونياً، والصرف سيودع مباشرة في حساب المشترك البنكي، وأكد عدم تأثير هذه المبادرة على العلاقة التعاقدية بين العامل وصاحب العمل، وقال «ولله الحمد الأمر الملكي الكريم نص على أن تستمر العلاقة التعاقدية بين العامل وصاحب العمل، وبالتالي يحافظ العامل على وظيفته بعد انتهاء فترة هذا الدعم، وهذا ضمان للعامل، وضمان لصاحب العمل أيضاً يطمئنه على استمرارية الأعمال مستقبلاً»، وأشار في جواب لسؤال عن تأثير مدة الدعم على مدد الاشتراك في التأمينات الاجتماعية للمشتركين، إلى أن فترة الصرف لن يتم احتسابها كمدة اشتراك، وستلغي المؤسسة احتساب الاشتراكات على المشترك وصاحب العمل، ثم يعاد تسجيلهم بعد انتهاء فترة الدعم.

ورداً على مدى استفادة صاحب العمل في هذه الأزمة من هذا الدعم، نبه محافظ التأمينات الاجتماعية على أن الدعم بالتوجيه الملكي الكريم هدف لتقليل الأعباء المالية على المنشأة في الفترة التي تمر فيها بصدمة مالية نتيجة التقليص أو الإيقاف الكامل لكثير من الأنشطة الاقتصادية وما يتبع ذلك من انكماش مفاجئ للإيرادات، ويتحقق هذا الدعم النقدي المباشر لأحد أكبر عناصر مصاريف المنشأة التشغيلية، وهي رواتب العاملين، من خلال إعفاء صاحب العمل من دفع الأجور للعاملين المقبولين ودفعها من قبل التأمينات للعاملين مباشرة، يضاف إلى ذلك عدم تحصيل اشتراكات هؤلاء العاملين خلال فترة الصرف لهم.

وأكد القويز حرص المؤسسة على أن تتقدم المنشآت والعاملون فيها بطلب الدعم وفق التواريخ المعلنة لكي يتم الصرف للعامل في الوقت المحدد، ولفت إلى أهمية التقيد بالوقت المحدد، وقال لو تأخرت المنشأة في طلب التعويض وقدمت بعد 20 أبريل إلى 26 أبريل، وقدم العامل طلب الصرف قبل 30 أبريل فسيكون الاستحقاق في مايو، ولكن للأسف سيكون الصرف في الأول من يونيو مع استحقاق يونيو، أي سيحصل العامل في ذلك التاريخ على راتبين يمثلان مايو ويونيو. لذلك أحث المنشآت على التحرك السريع لاستغلال هذه المبادرة والتقديم عليها خلال المهلة المحددة، أما من يتقدم بعد هذه المدة في أبريل فلن يستحق مرتبا عن مايو، ولن يصرف له إلا راتب واحد في كل من يونيو ويوليو.