'نداء تونس' يرحب بجميع كفاءات نظام بن علي لخدمة البلاد

محسن مرزوق يدعو للكف عن التشفي وعن الفوضى والغوغائية في التعامل مع رجال 'النظام السابق'، مرحبا بهم لبناء المستقبل.

ميدل ايست أونلاين

تونس ـ من منور المليتي

رحب حزب نداء تونس الذي يقود الائتلاف الحاكم بـ"جميع الوزراء والكفاءات" التي عملت في نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي لـ"خدمة البلاد". وشدد على أنه "من حق كل تونسي خدمة بلاده"، كاشفا أنه "استقبل هذه الكفاءات وسيواصل استقبالها"، ما بدا مؤشرا على أن البلاد التي أنهكتها أزمة حادة خلال السنوات الأربع الماضية باتت في أمس الحاجة إلى "رجال دولة" يمتلكون الكفاءة والخبرة في تسيير دواليب دولة مهددة في كيانها جراء تنامي مخاطر الجماعات الجهادية.

وقال محسن مرزوق الأمين العام لنداء تونس الخميس أن "جميع الوزراء والكفاءات ورجال الأعمال الذين عملوا في النظام السابق مرحب بهم طالما كانت لديهم الرغبة في خدمة تونس وبناء المستقبل".

وقال مرزوق المقرب جدا من الرئيس الباجي قائدالسبسي "إن من حق كل تونسي خدمة بلاده ما لم يتورط في جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان"، مشيرا إلى أن "نداء تونس استقبل كفاءات كانت عملت في نظام الرئيس بن علي وسيواصل استقبالها".

وهذه أول مرة يرحب بها نداء تونس بصفة علنية وصريحة برجال بن علي للمشاركة في الشأن العام بعدما تم إبعادهم عن واجهة العمل السياسي مند انتفاضة يناير/كانون الثاني 2011.

ودعا مرزوق الأطراف التي تعارض مشروع المصالحة الوطنية إلى "الكف عن استخدام مقاربات التشفي والكف عن الفوضى والغوغائية".

ويضم نداء تونس الذي أسسه الباجي قائدالسبسي عام 2012 لمواجهة الإسلاميين تيارا يساريا وتيارا نقابيا وتيارا دستوريا يدفع باتجاه فتح مجال العمل السياسي أمام كل الكفاءات التونسية وفي مقدمتها تلك التي عملت في نظام بن علي، وتمتلك الخبرة في إدارة ملفات ساخنة وفي مقدمتها الملف الاقتصادي والملف الاجتماعي والملف الأمني.

ويقر المسؤولون التونسيون بأن الأزمة العامة بالبلاد أضعفت مؤسسات الدولة وجردتها من هيبتها في ظل عياب كفاءات قادرة على إدارة شؤون البلاد تمتلك الخبرة في إدارة الملفات الحساسة.

وأكد مرزوق أن العديد من حزب التجمع المنحل موجودين في مفاصل الدولة وفي مناصب عليا جدا" ملاحظا أن "الدولة ترحب بكل شخص له قدرة على إعانة البلاد".

وخلال اليومين الأخيرين تم تعيين حاتم بن سالم الذي شغل منصب كاتب دولة في وزارة الخارجية في نظام بن علي مديرا عاما للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية.

ورأى سياسيون في تعيين بن سالم على رأس المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية مؤشرا قويا على "عودة رجال بن علي إلى واجهة العمل السياسي" خاصة وأن المعهد تابع لرئاسة الجمهورية.

وأعلن الحبيب الصيد في وقت سابق أن اسم علي السرياطي مدير الأمن الرئاسي في نظام بن علي موجود ضمن قائمة اسمية لعدد من القيادات الأمنية تنوي الحكومة تعيينهم في مناصب أمنية هامة.

ويرجع سياسيون "عودة رجال بن علي" إلى واجهة العمل السياسي إلى الاقتناع بأن "إنقاذ تونس" من الأزمة التي تعاني منها مند انتفاضة يناير يستوجب "حشد" كل الكفاءات وفي مقدمتها عدد من الوزراء في نظام بن علي والابتعاد عن منطق الإقصاء والعزل السياسي الذي لا يخدم تونس.

ويتوقع السياسيون أن يتم تعيين مسؤولين سياسيين وأمنيين كانوا شغلوا مناصب في نظام بن علي في منصب هامة والاستعانة بخبراتهم للرفع من أداء الحكومة التي تواجه ملفات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية تشكل كلها "أولويات" لم تعد تحتمل التأجيل.