طهران تهندس شرقا اوسطا جديدا مع واشنطن

الأمير بندر بن سلطان يرى ان الاتفاق النووي يدفع ايران لتعيث فسادا في المنطقة، وخبراء يتوقعون اختلال الموازين بالشرق الاوسط.
ميدل ايست أونلاين
الرياض - قال الأمير بندر بن سلطان
الرئيس السابق للمخابرات السعودية وسفير المملكة السابق في الولايات
المتحدة إن الاتفاق النووي مع إيران سيتيح لها امتلاك قنبلة ذرية وسيجعلها
"تعيث فسادا في المنطقة".
ويرى باحثان في جامعة الكويت
(حكومية) أن الشرق الأوسط اختلّت موازينه وتغيرت تحالفاته بعد الاتفاق
الأخير المبرم بين إيران ومجموعة 5+1، في العاصمة النمساوية فيينا.
وكتب
الأمير بندر مقالا باللغة الإنكليزية نشرته صحيفة "ديلي ستار" اللبنانية
الخميس وقال فيه إن العرب يبتعدون الآن عن الولايات المتحدة.
وأضاف
"يعتمد الناس في منطقتي الآن على مشيئة الله وعلى تعزيز قدراتهم المحلية
وعلى التحليل مع الجميع باستثناء أقدم وأقوى حليف لنا".
وتابع
"التحليل الاستراتيجي للسياسة الخارجية ومعلومات المخابرات الوطنية
ومخابرات حلفاء أميركا في المنطقة لا تتوقع نفس نتيجة الاتفاق النووي مع
كوريا الشمالية وحسب بل ما هو أسوأ" في إشارة إلى نجاح بيونغ يانغ في تطوير
قنبلة ذرية.
وجاء رد السعودية المعلن على الاتفاق مع
إيران في شكل بيان مقتضب صدر في وقت متأخر الثلاثاء وجاء به أن المملكة
تدعم أي اتفاق يمنع طهران من امتلاك قنبلة ذرية لكنه أكد على الحاجة
لعمليات تفتيش صارمة وإمكانية إعادة فرض العقوبات.
وانتقد
مسؤولون ووسائل إعلام سعودية لها صلات وثيقة بالأسرة الحاكمة الاتفاق في
أحاديث خاصة ورجحوا أن يشجع إيران على تقديم مزيد من الدعم لجماعات مسلحة
بالمنطقة.
وليس من الواضح إن كان للأمير بندر وهو ابن
شقيق العاهل السعودي الملك سلمان أي دور في صنع السياسة السعودية منذ أن
أعفي من منصب رئيس المخابرات في عام 2014. ونقلت مصادر سعودية عن الأمير
بندر في أواخر 2013 انتقاده لسياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه
الشرق الأوسط.
وقال الأمير بندر إن إيران "ستعيث فسادا في
الشرق الأوسط الذي يعيش بالفعل أجواء كارثية أصبحت إيران فيها لاعبا
رئيسيا في زعزعة استقرار المنطقة."
ورأى باحثان في جامعة
الكويت(حكومية) أن الشرق الأوسط اختلّت موازينه وتغيرت تحالفاته بعد
الاتفاق الأخير المبرم بين إيران ومجموعة 5+1، في العاصمة النمساوية فيينا،
ووصفا الاتفاق بأنه "مقدمة لتحالف غير معلن لمواجهة تطرف داعش".
وقال
عبدالله الشايجي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت "نحن أمام
جيواستراتيجية جديدة وشرق أوسط جديد، أكثر ضبابية وبه عدم استقرار، فبعد أن
تغيرت تحالفاته اختلت موازينه".
وأضاف "هناك نوع من الهواجس عما ستفعله إيران بعد التوصل إلى هذا الاتفاق، ما أسميه شرق أوسط مختلف عما كان عليه قبل الاتفاق".
وأوضح "نحن أمام شرق أوسط جديد يراهن الغرب فيه على إيران للعب دور استراتيجي".
وأشار
إلى أن الدول الغربية "تنشد تعاون إيران معها بمحاربة التطرف وما تسميه
إيران وحلفاؤها بالتكفيريين وهذا بالنسبة لأوباما يجعل إيران الدولة
المحورية في المنطقة"، مبينا أن إيران "يمكن أن تقدم الكثير من العطاءات
والخدمات للغرب".
ورأى الأستاذ الجامعي أن إيران "قدمت تنازلات صعبة في الاتفاق، لكنها ستروج على أن هذا الاتفاق انتصار وكذلك حلفاؤها".
من
جهته، قال زميله عايد المناع أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، "يبدو
أن واشنطن وطهران نحيتا خلافاتهما وسهلتا توقيع الاتفاق النووي لسبب طارئ
وهو إقامة تحالف غير معلن لمواجهة العدو المشترك و هو تطرف داعش".
وأضاف المناع "ما رشح عن الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية ليس
فيه غالب ولا مغلوب"، مبيناً أنه "تم تقييد حركة إيران النووية ولكنها ربحت
اقتصاديا".
ورأى الأستاذ الجامعي أن "أسعد الناس
بالاتفاق هم رجال الأعمال والناس العاديين في إيران إذ سيكون لرفع العقوبات
أثار إيجابية اقتصاديا".
وتوصلت إيران ومجموعة (5+1)، الثلاثاء، إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي، بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات المتقطعة.
ويعطي الاتفاق الحق لمفتشي الأمم المتحدة، بمراقبة وتفتيش بعض المواقع
العسكرية الإيرانية، وفرض حظر على توريد الأسلحة لإيران لمدة خمس سنوات.
كما يسمح الاتفاق لإيران بمواصلة عمليات التخصيب بكميات محدودة، واستخدام أجهزة الطرد المركزي لأغراض البحث العلمي.
التعليقات على الموضوع